قصص كسيرة

الجمعة، يناير 26، 2007

القصة الثانية


القصة الثانية
الشخصيات : بدران : رجل في اواسط الخمسينات متوسط التعليم نوال : زوجته سيدة ممتلئة في اواخر الاربعينات لم تتم تعليمها
_________________________________________________________

يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم هكذا تعود المعلم بدران او كما اصبح يحب اخيرا الحاج بدران ان يبدأ يومه عند فتحه لمحله في احدى المحلات في مدينة ريفية السلام عليكم يا حاج بدران
بدران : و عليكم السلام اتفضل اشرب شاي
اصبح وقع كلمة حاج لها رنين خاص يلاقي صدي داخل المعلم بدران انه لم يذهب للحج حتى الآن ياحاجة نوال نادى زوجته وهو يجلس يرتشف كوبا من الشاي جالسا امام الشرفة يتنسم نسمات الهواء في ذلك اليوم الحار بعد يوم عمل مرهق ايه رايك نطلع الحج السنة دي الحمد لله الفلوس موجودة و الصحة اهي ماشية
نوال : الله ياحاج ده انا نفسى ازور النبي يا سلالالام ونشرب من زمزم يا سلام ياحاج ده خير ما تعمل
بدران : الواحد بقه مكسوف من نفسه كل ما حد يقول لي ياحاج عايز ابقى حاج بجد
نوال : انوي انت بس و ربنا معاك
يتجه بدران ليستفسر عن الاجراءات و يسأل كل من يعرفه ليساعده في الحصول على واسطة ليصل الى بيت الله بعد معاناة لاكثر من شهرين يحصل على تأشيرة للذهاب الي الحجاز
نوال: (تطلق زغرودة عالية ) تجتمع نساء الجوار يسألن ثم يباركن و يسألن الله ان يكرمهن كما كرم نوال بزيارة بيته
اصبح الشغل الشاغل لبدران وزوجته هو شراء مستلزمات الحج ملابس بيضاء شنط كتب لزوم الحج واصبحت نوال تعد الايام التي تفصلها عن رؤية بيت الله وجها لوجه لم يداعب النوم جفني بدران و زوجته ليلة السفر
بدران : نامي ياحاجة لازم تريحي احنا قدامنا تعب و سفر
نوال : مش عارفة والله خايفة اغفل و يفوتني الميعاد نام انت و انا هاصحيك
في الميعاد جاء الاولاد و الاحفاد يأخذون بدران وزوجته الي المطار خرج الجميع في ملابس بيضاء نظيفة و تعلوهم امارات الزهو و الفخر بانهم ضيوف الله هذه السنة يلمحون نظرات الفرحة في عيون الجيران و الاحباب
حيى بدران الجميع والسعادة لا تفارق نظرات عينيه في المطار كان الجميع يرتدي الملابس البيضاء و كلمات الوداع تملأ الاركان
يعيد الاحفاد مطالبهم للمرة العشرين علي الحاجة نوال كل يطلب ما بداله من ارض الله المكرمة التي اختارها في تلك البقعة دونا عن بقية الارض لتحمل بيته الحرام
نوال : انشاء الله اجيبلكوا كل حاجة
الاولاد: ترجعونا بالسلامة ماتنساش تدعولنا ربنا يكرمكم
كانت هذه آخر ما سمعه الحاج بدران قبل ان يدخل الي صالة المغادرين تأمل الحاج بدران المسافرين كله يرتدي الملابس البيضاء خاصة النساء اللواتي تفنن في اشكال الملابس
نزلت الطائرة في المدينة اولا دخل الجميع الفندق في وقت الصلاة كانت المدينة تتجه كنهرمن البشر يصب في موقع المسجد النبوي تيارات من البشر تتدفق بلا انقطاع
بدران : عايز اروح للنبي ممكن نزوره
فرد الامن : تروح لوحدك الحريم بعدين
نوال : بس انا اتوه من غير الحاج احنا جايين سوا نزور النبي
الامن : ايش يا حرمة انت ما عندك خجل الحريم بعدين (يشيح بيديه للمرأة)
بدران : معهلش يا نوال اروح انا و بعدين انت كله علشان خاطر النبي يهون
يندفع الحاج بدران مع الجماهير المتدفقة لرؤية قبر النبي تندفع الناس بشدة و يتلقي من كل جانب ضربة و كانه صراع من اجل الوصول الي مياه المحاياة تتدافع الجماهير حتي يجد بدران نفسه خارج المسجد مرة اخري و يسأل الامن هو فين النبي؟؟
الامن : يا اخ ايش فيك انت لسه خارج من عنده
بدران : انا ما شفتش حاجة انا دخلت لقيت الناس ودتني هنا
الامن : صلي عليه من هنا
بدران : كنت صليت عليه من الفندق انا جاي كل المشوار علشان اشوفه اجري عليه و اشوفه
الامن : يتمتم بكلمات في سره و يشيح بيديه له لينصرف
بعد عدة محاولات فاشلة بدأ الحاج بدران يفهم اهمية توجيه اللكمات للوصول الى هدفه وبعد عدة لكمات ساحقة وجد نفسه وجها لوجه امام سور ذهبي و فرد امن يمسك عصا يضرب كل من يحاول لمسه حاول قراءة الفاتحة و لكن لكزة خلفية دفعته باتجاه السور الفاصل فاستقبله فرد الامن بالعصا ليبعده وجد بدران ان الموضوع استهلك اكثر من ساعتين دون ان يدري و تذكر زوجته التي تنتظره خارجا لم يفلح في العثور عليها في وسط الزحام
قرر الرجوع الي الفندق القريب لعلها تكون قد عادت لكنه لم يجدها اصاب الاضطراب الحاج بدران و بدأت الناس تندفع مرة اخري للصلاة وهو شارد الذهن فامرأته لم تتعود ابدا علي فراقه او الحركة بدونه كان دائما دليلها في كل سنين الحياة ذهب الحاج للصلاة و ابتهل اثناء الصلاة ان يساعده الله ان يجد زوجته رجع الى الفندق يائسا ليجد زوجته قام اولاد الحلال بتوصيلها للفندق بعد ان امضت وقتا عصيبا نوال : بقأه كده ياحاج تعمل فيه كده
بدران : كله علشان النبي يهون كان نفسي اقرا الفاتحة عنده
نوال : و قراتها علشاني و لا ما افتكرتش غير نفسك
بدران: (في سره و لا حتي علشاني ما اخدتش الا ضرب ) طبعا ياحاجة وانا معقول انساكي بكره تروحي مع الحريم لكم ساعة يابختكم نوال : اكتبهالنا يارب بعد عدة ايام تبدأ رحلة الحج
يرتدي الحاج بدران الازار الابيض و يلفه حول بطنه المنتفخ و يضع ردائه و ينطلق
نوال : ثبت عليه يا حاج ليقع منك
بدران : ايه الكلام ده انا طبعا رابطه كويس بس هاحط الفلوس و الجوازات فين خليهم معاكي تأخذ الحاجة الاوراق و تضعها في شنتطتها يدخل الزوجان في فوج كبير ليريا الكعبة لاول مرة وسط الزحام الرهيب يمسك الحاج بيد زوجته و يتقدم بطريقة اللكمات الموجهة التي اتقنها في زيارة قبر النبي تتمكن الحاجة من رؤية الكعبة بعد معاناة و يبدءان في الطواف اشكال من كل بقاع العالم تراها نوال لاول مرة اسود و ابيض و اصفر و احمر افواج من كل الالوان تتكلم بلغة عربية مكسرة تنادي الله بلغته لبيك اللهم لبيك بعد اول شوط تجد نوال نفسها تبتعد نتيجة الزحام الى الخارج و لا تري الكعبة الا طشاش يقترح عليها البعض الصعود الى الدور العلوي للف من بعد و التمتع بالمنظر الساحر من اعلي يجاهد الزوجان للوصول بصعوبة للدور العلوي خلي بالك ياحاجة من الورق و الفلوس تتحسس الزوجة و لا تجد الشنطة بكاملها لقد قام احد الاشخاص ففي الزحام بقطعها بالمقص و سرقها
صرخت نوال باعلي صوتها ياولاد الكلب فين الشنطة فين الفلوس تجمع حولها الحجاج عوضك علي الله ياحاجة مش تاخدي بالك
نوال : اتسرق قدام الكعبة ياولاد مين يصدق يضحك الحجاج من ذوي الخبرة عادي عادي ياحاجة ده في ناس بتيبجي هنا علشان السرقة و بس
بدران : يادي المصيبة وهانعمل ايه دلوقت؟؟
بلغ اهم حاجة الورق اوع يكون راح
بدران : كله راح كله راح
الحجاج: لك الله روح السفارة في جدة و بلغ
نوال : و الحجة
الحجاج : كملي و ربنا يكتباهلكو
تلرجع نوال الي الفندق و عيناها تبكي ازاي نبقي ضيوف ربنا و نتسرق في بيته ازاى ربنا يسيب الناس دي من غير حساب ان ماكانش يكرم احبابه حيكرم منين
بدران : متكفريش ياحاجة ده اكيد ابتلاء من الله و اختبار لايمانك
نوال : وهاقول العيال ايه وهم مستنيين ادخل عليهم بالهدايا هو ربنا يرضيه كده يكسر فرحتي و فرحة العيال
يتجه بدران للابلاغ في الفندق عن المفقودات يسأله المختص عن جواز سفره فيقوله اتسرق يبلغ الفندق المسئولين فيقومون بالتحفظ عليهما نوال : وكمان ما فيش حجة هو ربنا مش عايزنا ولا ايه انا عملت ايه في دنيتي طول عمري باحلم ازورك يارب لما اجيلك تعمل في كده بدران : طب سيبونا نحج و بعدين نشوف نعمل ايه
الامن : وكيف نعرف انكم حجاج مو مخربين او ارهابيين احنا لازم نتأكد الاول منكم يدخل الجميع الى قسم الشرطة بلباس الحج الدموع لا تفارق الحاجة نوال و الحاج بدران يضرب كفا بكف و يقول لاحول و لا قوة الا بالله ده انا عمري ما دخلته في بلدنا ادخله متهم من بيت الله ده حرام
الامن : ما تزعل يا شيخ احنا بنتبع اجراءات امن اولاد الحرام كتير ارهاب و سرقة و تفجيرات احنا مسئولين عن حماية بيت الله
نوال : و فين ربنا مايحميش بيته ليه مايكرمش ضيوفه ليه هو مستنيكم انتم تحمو ضيوفه
الامن : اسكتي ياحرمة
بدران : اسكتي يا نوال خلي الليلة تعدي علي خير بعد ساعات طويلة يتم التأكد عن طريق الفوج المصاحب و الاوراق في الدخول و يعطيمها مندوب الامن بعض الاوراق حتي يستطيعا اكمال الحج يرجع الحاجان الي بيت الله ينظران الي الكعبة مرة اخري لكن في انكسار
انتهى


free web counter
free web counter