قصص كسيرة

الثلاثاء، مايو 01، 2007

القصة السادسة

-----------------------------------------------------
تامر طفل في التاسعة سعيد والده
-----------------------------------------------------
يستعد سعيد كعادته قبل النزول الى صلاة الجمعة بنفس الترتيب المحفوظ و كأنه يدير عجلة الزمان لتدوس على نفس الاثار السابقة مرة أخري يأتى صوت زوجته من بعيد خذ تامر في ايدك انها تحتاج الى تلك الدقائق التى يبتعد فيها الاثنان احيانا لتلقط انفاسها
سعيد : يلللا يا تامر علشان اتأخرنا
تامر: (يجرجر قدميه) انا مش عايز اصلي انا بتفرج على التلفزيون
امه : ياولد حرام عليك ربنا مش هيحبك
تامر: (في غضب ) يعنى لازم نصلى دلوقت ممكن بعد الكارتون
يجره والده من يده مهددا فيقوم تامرا متاففاينزل تامر مع ابيه الى المسجد ويجلس ببراءة طفل يتأمل الخطيب فوق المنبر و يحاول ان يركز في ما يقوله بينما يقوم بين الحين و الآخر بضرب كوعه في ظهر طفل اخر يجلس بجانبه و يحاول ان يبين للاخر انه لم يقصد ذلك ما ان انتهت الصلاة حتى قفز تامر الى الخارج كقط محبوس في قفص
يناديه والده ليأخذه الى البيت و بينما هما في رحلة العودة الى المنزل يجذب احد الاشخاص و الده
قائلا سعييييد !!!! واحشنى
سعيد: أحمد مش معقول والله زمان يا راجل انت كنت فين
أحمد: انا ربنا فتح على و سافرت الى السعودية للعمل هناك وعدت الآن في أجازة ومين اللي معاك ده ؟
سعيد : ده ابنى تامر
أحمد : بارك الله لك فيه
سعيد : و لكن ما هذا لقد اطلقت ذقنك و قصرت ملابسك
أحمد: انه الهدى من الله لاحظ تامر طريقة كلام صديق والده التى كانت تنطق حروف اللغة باسلوب قراءة القرآن فوقف مندهشا يتامل طريقة كلامه الغريبة على سمعه التى اثارت اهتمامه و انسته التلفزيون
بينما يكمل أحمد صديق والده حديثه ربنا يقينا من النار و يحشرنا في زمرة المتقين زادت دهشة تامر عندما رأى كيف ينطق احمد كلمة النار باسلوب قرآنى غريب عليه
فيقول لابيه: بابا بابا هو الراجل ده بيتكلم كده ليه
سعيد : (محاولا استكمال حديثه مع احمد) بعدين بعدين
ينتزع أحمد سواكا من جيبه و يحشره في فمه ويجول به بين اسنانه و تتسع حلقات الدهشة في عين تامر
ويسأل مرة اخرى:بابا هو ايه العصاية دى و الراجل ده بيحطها كده ليه
سعيد : بعدين بعدين تستمر المحادثة بين الصديقين و يتأمل تامر الطريقة الجديدة للكلام
ينصرف سعيد بعد توديع صديقه منصرفا الى البيت
تامر: بابا الراجل ده بيتكلم كده ليه
سعيد : هو بيتكلم كده علشان ربنا يحبه اكثر بينطق الحروف زي قراءة القرآن
تامر: و العصاية؟؟
سعيد : ده سواك اللي يعمل بها سنانه ربنا يحبه اكثر
تامر: يعنى فرشاة الاسنان ده ربنا ما بيحبهاش
سعيد : (مفكرا) للكبار بس
تامر: طب ليه انت ما ببتكلمش زيه و بتستعمل فرشاة الاسنان
سعيد : كنت ناسى الموضوع ده
يرجع تامر الي البيت ويذهب الى المدرسة في اليوم التالى و يعود في نهاية اليوم وهو في حالة يرثى لها
امه : مالك مين اللى ضربك وعمل فيك كده ليه
تامر : واحد عبيط ما بيفهمش في المدرسة
امه :(لابيه ) لازم تروح بكرة تشوف الموضوع ده
في المدرسة يذهب سعيد الى المدرسة و يتم استدعاء تامر و زميله
سعيد : ليه يا حبيبيى تضرب تامر مش عيب كده
الطفل : هو اللى كان بيغيظنى كله ما اكلمه يكلمنى بطريقة غريبة كده و يلعبلى شفايفه و حواجبه
تامر:(موجها كلامه الى زميله) ما انا قلتلك انه الطريقة دى بتاعة ربنا
الطفل : لا انت بتضحك علي. كل ما اقوله حاجة شفايفه تلعب رحت بصراحة ضاربه
سعيد : كده يا تامر ليه بتتكلم مع صاحبك بالطريقة دي انت غلطان
تامر: مش انت قلت ان ربنا بيحب كده اكثر
سعيد : لا كده غلط احنا نتكلم مع اصحابنا كويس علشان ما يزعلوش مننا اللي بيعمل كده يبقى يستاهل الضرب اوع تعمل كده تانى تامر: وصاحبك اللى كنت بتقول عليه
سعيد : خلاص ده كان غلطان يللا خذ زميلك في ايدك واخرج
في نهاية الاسيوع يقفز تامر امام والده الى الجمعة بنشاط غريب وبعد الصلا ة يبحث عن صديق والده بين الجموع و يتجه اليه مباشرة وهو جالس يرحب به الرجل بنفس طريقة الكلام و يوجه له تامر لكمة في وجهه
قائلا:علشان كده غلط اسأل بابا


free web counter
free web counter